وكالات – العربي
تعهدت بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، بتقديم مساعدات إضافية بمليارات الدولارات لإعادة إعمار أوكرانيا.
وأطلق رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إطار عمل للتأمين خلال الحرب في محاولة لتحفيز الشركات على الاستثمار.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالدعم لكنه تحدث صراحة عن حاجة كييف إلى التزامات ملموسة لتنفيذ مشروعات من شأنها أن تساعد بلاده ليس فقط على التعافي وإنما على التطور أيضاً لتصبح عضواً قوياً في العالم الغربي.
وبعد ما يقرب من 16 شهراً منذ بدء الحرب، التي دمرت منازل ومستشفيات وبنى تحتية حيوية أخرى في جميع أنحاء أوكرانيا، ناشد سوناك الشركات والحكومات في مؤتمر “تعافي أوكرانيا” في لندن القيام بالمزيد للمساعدة في إعادة إعمار البلاد.
ولمعالجة المشكلة الرئيسية التي تؤرق معظم الشركات الراغبة في الاستثمار في أوكرانيا وهي التأمين ضد الأضرار والدمار الناتجين عن الحرب، أعلن سوناك إطلاق “إطار عمل مؤتمر لندن للتأمين ضد مخاطر الحرب” الذي يمكن أن يمهد الطريق لتجنب المخاطر في الاستثمار رغم أنه لم يقدم تفاصيل.
وقال سوناك في المؤتمر الذي حضره أكثر من ألف من صناع القرار في القطاعين العام والخاص “سنحافظ مع حلفائنا على دعمنا لأوكرانيا في الدفاع عن نفسها وفي الهجوم المضاد، وسنقف معها مهما طال الوقت حتى تنتصر في هذه الحرب”.
وكشف سوناك أيضاً عن إجراءات تشمل ضمانات إضافية بقيمة 3 مليارات دولار لإطلاق قروض البنك الدولي التي قال رئيسه أجاي بانجا إنها ستسمح للبنك بمواصلة مساعدة “الناس على إعادة بناء حياتهم بعد الدمار”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن أنه سيقدم لأوكرانيا 50 مليار يورو في الفترة من عامي 2024 إلى 2027، بالإضافة لـ 1.3 مليار أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كمساعدات إضافية.
لكن زيلينسكي، الذي تحدث عبر رابط فيديو، قال إن “بلاده بحاجة إلى زيادة المساعدة التي تستهدف تنفيذ “مشروعات حقيقية” من شأنها تحفيز نمو الاقتصاد.
وأضاف “يجب أن ننتقل من مرحلة الاتفاق إلى مرحلة المشروعات الحقيقية.. سيقدم وفد أوكراني أشياء ملموسة ونقترح تنفيذها معا خلال جولتي”.
وصرح مسؤول أوكراني كبير قبل المؤتمر بأن بلاده تسعى لجمع ما يصل إلى 40 مليار دولار لتمويل الجزء الأول من “خطة مارشال الخضراء” لإعادة بناء اقتصادها.
وستكون الفاتورة الإجمالية ضخمة إذ قدرت أوكرانيا والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة في مارس(آذار) التكلفة بنحو 411 مليار دولار للسنة الأولى من الحرب، ويمكن أن تصل بسهولة إلى أكثر من تريليون دولار.
ويأمل سوناك ومسؤولون غربيون آخرون أن يشجع المؤتمر القطاع الخاص على استخدام موارده للمساعدة في تسريع إعادة إعمار أوكرانيا من خلال الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقال إن أكثر من 400 شركة من 38 دولة وقعت على اتفاق أعمال أوكرانيا، وهو إعلان لدعم تعافي البلاد.
لكن ربما لا تزال الشركات ترغب في معرفة ما إذا كان يمكن للدول الاتفاق على طريقة للتأمين ضد الأضرار والدمار الناتجين عن الحرب. ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيساعد إطلاق إطار عمل مؤتمر لندن للتأمين ضد مخاطر الحرب في تخفيف هذه المخاوف.
من جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اعتزام بلادها تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 381 مليون يورو خلال العام الجاري.
وخلال مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا المنعقد في العاصمة البريطانية لندن، قالت بيربوك، اليوم الأربعاء، إنه سيتم تخصيص هذه الأموال على سبيل المثال لشراء مولدات ومواد غذائية وخيام.
وأوضحت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن قيمة المساعدات الألمانية لكييف ستصل بذلك إلى 8ر16 مليار يورو منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
في الوقت نفسه، رأت بيربوك أن أموال المساعدات لن تكفي على المدى البعيد، وقالت: “نحن نساعد أوكرانيا على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة” مشيرة إلى أن من الممكن بذلك تشكيل إعادة إعمار أوكرانيا بطريقة خضراء ويالتالي بطريقة دائمة ومستدامة.
ويهدف المؤتمر إلى وضع الأسس لإعادة إعمار أوكرانيا، ويركز المؤتمر على كيفية تشجيع شركات القطاع الخاص على الاستثمار في البلد الذي عصفت به الحرب.