وكالات – العربي
أغلقت مراكز الاقتراع في أنحاء تركيا أبوابها، مساء اليوم الأحد، تمهيداً لفرز الأصوات في جولة الحسم بانتخابات الرئاسة التي ستقرر الرئيس المقبل وسط أنباء ترجيح الكفة لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان المرشح الرئاسي لتحالف الجمهور وفوزه عن منافسه مرشح «تحالف الأمة» كمال قليجدار أوغلو وتحقيق عهدة رئاسية جديدة، حيث حصل أردوغان على أكثر من 57 % بعد فرز ما يقارب نصف عدد الصناديق الانتخابية، في مقابل حصول منافسه كمال كليجدار على ما يقارب 42.60 % من الأصوات.
احتمال فوز مرشح تحالف الجمهور هو الأقوى بعدما أبدى المرشح الرئاسي سنان أوغان دعم أردوغان في الجولة الثانية، ولو تمكن من إقناع نسبة قليلة ممن صوتوا له ستكون كافية لفوز الرئيس الحالي، وهناك حقائق ووقائع أنتجتها الجولة الأولى من الانتخابات، في مقدمتها الفارق الكبير بين أردوغان وأوغلو، وهو فارق يصعب جسره ويشير بوضوح إلى أن فرص الأول أفضل من الثاني، يأتي ذلك فيما يواجه أوغلو عدة صعوبات لتأمين أصوات تحالف الأجداد بشكل كامل إضافة إلى إقناع عدد ممن عزفوا عن التصويت في الجولة للنزول والتصويت له للمحافظة على حظوظه في المنافسة، حيث يوجد صدمة نفسية ومعنويات متدنية للغاية لدى معسكر المعارضة الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري أي تحالف الأمة، وذلك لأنّهم كانوا قد توقعوا بشكل غير واقعي انتصاراً ساحقاً في الجولة الأولى والسيطرة على البرلمان والرئاسة، كما تراجع الزخم الشعبي الذي كان حاضراً في الشارع خلال انتخابات الجولة الأولى، والذي كان داعماً بقوة لمرشح المعارضة، وأصيب هؤلاء بخيبة أمل وحالة من الإحباط بعد إعلان نتائج الجولة الأولى التي تقدّم فيها أردوغان على مرشح المعارضة، الذي كان يعول عليه مناصروه في حسم السباق من الجولة الأولى، وحتى إذا فرضنا أن الناخبين الذين صوتوا للأحزاب الداعمة لقليجدار أوغلو صوتوا له في الرئاسيات، فإن نصيب كل من أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، إضافة إلى الحزب الديمقراطي لا تتجاوز 0.93 %.
تحالفات
يقول محللون إن أوغلو قاد تحالفاً غير مهيمن ولم يكن من المتوقع أن يشكل حكومة مستقبلية لو فاز زعيم المعارضة في الانتخابات الرئاسية. ويعتقد مسؤولو حزب «العدالة والتنمية» أن «الشعب التركي لا يريد التصويت لتحالف متعدد الأحزاب في حكومة واحدة يعتقد أنها لن تحقق ما يريده الشعب. فالشعب يريد الحكومة التي تلبي في أقرب فرصة متطلبات الشعب سيما ما يتعلق بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية، علماً بأن أردوغان هو الأقرب لحصد ثقة الفئات الثلاث المتحكمة في حسم اللعبة الانتخابية (الشباب، والقوميين، والأصوات المتأرجحة)، ووفقاً لطبيعة التركيبة الحزبية للتحالفات التي خاضت الانتخابات، فقد عكست فرصاً وحظوظاً أكبر له في الحصول على الدعم التصويتي للقوميين، لعدة أسباب، من أبرزها التحالف غير الرسمي بين حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، وتحالف «الأمة»، وهو ما أدى إلى بروز نزاعات داخل المعارضة بين حزب الجيد القومي، وباقي أحزاب التحالف. وقد أسهم هذا الخطاب في استقطاب أصوات القوميين لصالح أردوغان.
القاعدة الجماهيرية
وأثبتت نتائج انتخابات الجولة الأولى أن تشكيل تحالف المعارضة لم يكن جذاباً للناخبين الأتراك، إذ لم يظهر أن أربعة شركاء محافظين في الطاولة السداسية – حزب المستقبل، وحزب الديمقراطية والتقدم، وحزب السعادة والحزب الديمقراطي – استطاعوا التأثير لحصول تحالف الأمة على أصوات إضافية ـ فيما تشير المعطيات إلى أن القاعدة الجماهيرية التي صوّتت للرئيس أردوغان في الجولة الأولى تبدو محفّزة لإنهاء الأمر بفارق مريح في الجولة الثانية.
إلى ذلك أشارت مؤسسات تركية مختصة في الاستطلاعات إلى فوز أردوغان بالجولة الثانية، حيث توقعت «كوندا» فوزه بنسبة 52.7 في المئة مقابل 47.3 في المئة لقليجدار أوغلو، وشركة «آسال» إلى 53.4 المئة، وشركة «ساروس» 53.1 في المئة من الأصوات لرجب، فيما أشار محللون إلى أن شعارات الحملات الانتخابية «تركيا تختار المستقبل» و«التطلّع إلى الأمام» عوضاً عن «الماضي»، فسيكون من الصعب اعتبار قيليجدار أوغلو أفضل خيار لتجسيد هذا التطلّع.