يوافق يوم 03 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الإعاقةوذكرى عالمية خصصته الأمم المتحدة منذ عام 1992 ميلادي كبذرة أولى لهذا اليوم العالمي ولكن الاحتفال الحقيقي الذي تم فيه تخصيص فعاليات حقيقة وأنشطة داعمة دولية ومحلية وتوثيقها لهذه الفئة كان في عام 1998 ميلادي.
من هم ذوي الإعاقة؟ :- هم الأشخاص الذين يعانون من قصور أو اختلال كُلي أو جزئي، دائم أو مُؤقت في قدراتهم الجسدية أو الحسية أو العقلية أو الاتصالية أو التعليمية أو النفسية بشكل دائم يُحِدُّ من إمكانياتهم في تلبية متطلباتهم الطبيعية اليومية.
حقوق ذوي الإعاقة في الإسلام :- تميز الإسلام قبل أكثر من 14 قرنا من الزمان وقبل كل المنظمات الحالية بالاهتمام بذوي الإعاقة وحرص المسلمون على الرعاية الكاملة لهذه الفئة التي تمثل جزء من المجتمع وتخفيف بعض الالتزامات الشرعيةعليهم تقديرا لظروفهم الصحية كما قال الله تعالى في كتابه الكريم { لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ}(النور-61) وقال تعالى أيضا {لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۚ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍۢ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة-91) وهي أمثلة إيجابية من أمثلة الرعاية والاهتمام والتقدير على حرص الإسلام لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وعدم السخرية منهم والعيش باحترام وحفظ حق التعليم لهم (كما في قصة الأعمى مع الرسول عليه الصلاةوالسلام) والرعاية الصحية وحق العمل والتملك والزواج والإنجاب وغيرها من كافة الحقوق الإنسانية.
أنواع ذوي الإعاقة :- تختلف أنواعهم حسب نوع الإعاقة والقصور ومن هذه الأنواع:
* الإعاقة الحركية :- منها حالات الشلل الدماغي أو ضمور العضلات أو التشوهات الخلقية الجينية أو غيرها.
* الإعاقة العقلية :- هي حالة توقف النمو الذهني أو عدم اكتماله ليؤثر على مستوى الذكاء أي القدرات المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية وقد تحدث مع أو بدون اضطراب نفسي أو جسدي آخر.
* الإعاقة البصرية :- وفيها قد يكون العَمَى كلي أو جزئي، فالكلي يتطلب استخدام طريقة برايل للتعليم (نظام كتابة برموز بارزة للقراءة) وأما الجزئي فيمكنهم الرؤية من خلال المُعِينَات البصرية.
* الإعاقة السمعية :- وتكون بين الصَمَمْ والفقدان الشديد والفقدان الخفيف وقد تكون علاماتها ظاهرة أو مخفية لذلك تؤدي لمشكلات في حياة الأطفال لعدم معرفة مسبباتها وقد تصاحبها بعض الإعاقات مثل متلازمة داون والتوحد.
* الإعاقة الجسمية :- ومنها صعوبات التعلم واضطراباتالنطق والكلام والسلوك والانفعال والإعاقات المزدوجة والمتعددة والتوحد والإعاقات النفسية.
أهداف اليوم العالمي لذوي الإعاقة :- لهذا اليوم العديد من الأهداف ومن أهمها:
* تثقيف الشعوب بقضايا ذوي الإعاقة لضمان حقوقهم الكاملة في المجتمع.
* تمكين ذوي الإعاقة من الاستقلال بحياتهم والاعتماد على أنفسهم.
* الحصول على خدمات صحية راقية تتناسب وحالاتهم الصحية وتليق بهم دون تمييز للإعاقة.
* تعزيز ثقة ذوي الإعاقة بأنفسهم وقدراتهم ومشاركتهم في الأنشطة المختلفة للمجتمع.
* إشراكهم في جوانب الحياة المختلفة ومشاريع التنمية وتحديد وإزالة العقبات والحواجز التي يواجهونها.
* التركيز على فوائد إقامة مجتمع شامل وتكافلي ومتاح للجميع.
أهم العوائق والتحديات التي تعيق خطط التنمية لذوي الإعاقة :-
* عدم وجود أنظمة وقوانين تشريعية في بعض الدول أو وجود نقص بها يُحِدُّ من النهوض بخدماتهم وتنميتها.
* عدم توفر إحصاءات دقيقة عن الإعاقة تُحِدُّ من الاستفادة من السياسات والخطط والبرامج الموضوعة لها.
* عدم وجود رقابة على الأنظمة والقوانين بذوي الإعاقةلتطبيقها أو متابعتها من القصور.
* عدم وجود ميزانيات مخصصة لذوي الإعاقة في بعض الدول وخاصة الفقيرة للنهوض بخدماتهم.
بعض النصائح التي نتمنى من كافة الدول تطبيقها لذوي الإعاقة :-
* إنهاء كافة إجراءات هذه الفئة إلكترونياً وعدم حضورهم شخصيا بعد تطور التقنية الإلكترونية والخدمات الآلية.
* النظر في عدد سنوات الخدمة العملية لهذه الفئة وعدم مساواتهم بالأصحَّاء في نظام العمل والتقاعد المبكر.
* متابعة بيئة عمل ذوي الإعاقة والتأكد من تطبيق الإجراءات والحقوق الخاصة بهم في العمل وخاصة في القطاع الخاص لضمان عدم إهدار حقوقهم وسوء معاملتهم وفرض عقوبات على ذلك.
* حقوقهم في السفر بحيث يكون لهم الأولوية في الصعود والنزول للطائرات والقطارات وخدمات النقل ووجود مكاتب خاصة لهم لتقديرهم وتلافي الازدحام في هذه الخدمات.
* مراقبة مواقف السيارات الخاصة لهذه الفئة والتي أصبحت تُنْتَهَك في الفترة الأخيرة وتشديد العقوبات عليها.
* قوانين صارمة في حالة التعدي اللفظي أو الجسدي على ذوي الإعاقة، ونعلم أن هناك قوانين في أغلب الدول ولكنها تحتاج إلى صرامة في التنفيذ وحفظ حقوقهم وكرامتهم.
وأختم بأن ذوي الإعاقة فئة مهمة في كل مجتمع لابد من معاملتهم بخصوصية تجعلهم يشعرون بأنهم جزء من المجتمع ويندمجون معه في الحياة لأنهم يحملون مشاعر سعادة كبيرة في الظاهر بالرغم أن بداخلهم آلام كبيرة يعانون منها لذلك لابد من توفير بيئة صحية لهم للحفاظ على جميع حقوقهم المتصلة بالإعاقة وتعزيز الخدمات المقدمة لهم والرعاية الشاملة التي يستحقونها من الجميع.
@HashwanO