أعلن مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، مقتل أكثر من 100 عنصر من قوات الدعم السريع خلال عمليات عسكرية في العاصمة الخرطوم.
وأوضح المكتب -في بيان- أن القوات المسلحة السودانية نفذت، يوم أمس السبت، عددا من العمليات النوعية بالعاصمة كانت حصيلتها مقتل أكثر من 100 عنصر من قوات الدعم السريع، وجرح العشرات، بالإضافة إلى تدمير عدد من المركبات القتالية.
ويتزايد القلق في السودان بشأن مصير مئات المفقودين والمعتقلين بالتزامن مع تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية ووسط اتساع رقعة القتال وشمولها عددا من المناطق الجديدة في جنوب شرق البلاد وأخرى في ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور غرب البلاد.
وارتفع معدل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بنحو 20 في المئة في يونيو، وفقا لمنظمة “أسليد” المعنية بجمع البيانات حول النزاعات في جميع بلدان العالم.
وسجلت المنظمة نحو 6760 حادث عنف، وأكثر من 18700 حالة وفاة.
رصد حقوقيون وناشطون تزايدا كبيرا في معدلات اعتقال وقتل المدنيين لمجرد الشك في انتماء الضحية لأحد طرفي القتال سواء بسبب شكله أو وجوده في منطقة سيطرة طرف ما.
ويتهم حقوقيون طرفي القتال بإطلاق العنان لأعمال عنف مروعة، حيث تشير تقارير إلى تصفية العشرات من الرجال والنساء على يد مسلحين منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.