عندما تنظر للعمل الدؤوب الذي يجري على واقع المملكة العربية السعودية، فإنه من الصعوبة بمكان فهم الجزئيات دون وجود النظرة العامة لكل ما يحدث، الرؤية 2030 أحدثت الكثير وغيرت الكثير، وهي في مجملها منهاج عملي قابل للتطبيق والتحديث والتطوير، ولكن نتائجها تظهر خلال فترات زمنية مجدولة على شكل أحداث وفعاليات ووقائع، قد تبدو للوهلة الأولى منفصلة، ولكنها في عمقها متصلة ومترابطة ومكملة لبعضها البعض، ومن هنا حين تعلن وزارة الرياضة ومن خلال وزيرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عن أن السعودية قد أصبحت على روزنامة فعالية ورياضة الفورملا 1 العالمية، فإنه عدا عن كونه حدثا رياضيا كبيرا، إلا أنه يكمل مع بقية العمل الذي يحدث في المملكة الصورة التي ستكون عليها السعودية مع العام 2030.
لا شك أن هذا الحدث من الناحية الرياضية حدث كبير يستحق الثناء والافتخار، فورملا 1 في السعودية بشكل دوري سنوي بدءا من العام 2021، كنا قد استضفنا إحدى الجولات في العام 2018، لكن هذه المرة نحن على الروزنامة كمحطة رئيسة في هذه المسابقة التي تجوب العالم كله، وهي فرصة لكل الشباب والمهتمين بهذه النوعية من الرياضة من السعوديين للمشاركة واكتساب المعرفة والخبرة وتحقيق النتائج، وهي إضافة إيجابية قوية لإدارة ملف الرياضة والشباب في السعودية الذي يتولى زمامه عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وبمتابعة ودعم كبير من سيدي ولي العهد محمد بن سلمان – حفظهم الله -.
تواجد أقطاب وكبار المهتمين بهذه الرياضة على أرض المملكة بشكل دوري سنويا، يعني المزيد من الترويج السياحي والاستثماري للمملكة، يعني المزيد من القدرة على فتح السوق السعودي للمزيد من التطور والتنوع، يعني المزيد من معدلات ومؤشرات النمو، وتأكيد حقيقي على مستوى الأمن والأمان الذي نعيش فيه ولله الحمد، كل حدث رياضي عالمي تقوم المملكة بتنفيذه يعني المزيد من المكتسبات والقيم المضافة لبقية ملفات المملكة الاقتصادية والمالية والمجتمعية والسياسية، سياحة اقتصاد رياضة ترفيه صناعة تجارة سياسة G20، كل هذه الأمور تساهم في تسليط الضوء على الصورة الحقيقية للمملكة وواقعها المتزن الطموح، ومستقبلها المزدهر المشرق.
لن نسلب الضوء كثيرا ونبعده عن وزارة الرياضة، التي حققت هذا المنجز بكل اقتدار، والتي تعمل وفق هيكلية منظمة ومخطط لها بشكل سليم، والمملكة ماديا ومعنويا قادرة على تنظيم كل فعاليات الرياضة العالمية، لكن الفكرة هي في النمو الصحيح بالاتجاه الصحيح وليس بالمشاركة لأجل المشاركة، لهذا نأمل في قادم السنين أن نجد أبطالا سعوديين في الفورملا 1، وهؤلاء سيكملون المزيد من الجزئيات التي تشكل الصورة العامة للدولة السعودية الحديثة، والمزيد من فتح أبواب استثمارية اقتصادية والمزيد من المواهب والإبداعات.
أقول لسمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، بوركت جهودكم ونرفع لكم العقال، ولكننا تعودنا منكم المزيد، فتعودوا علينا بالمزيد من المطالبات، وأهم هذه المطالبات والطموحات هو التنوع الرياضي في الرياضات الجماعية والفردية، ككرة السلة واليد والطائرة، وألعاب القوى بكل تأكيد، نريد أن تكون الأندية السعودية أندية شاملة ومتعددة النشاطات، نريد فرصا حقيقية لاكتشاف مواهب جديدة ومميزة، من حقنا أن نطمح لكي نجد لاعبا سعوديا يلعب في بطولة الـ NBA لكرة السلة الأميركية، هل الأمر صعب؟ أبدا ليس ومحمد بن سلمان بيننا.