ذكرت وكالة تونس افريقيا للأنباء “وات” أن باحثين من شركة “آي بي أم” وشركة “فايزر” توصلوا إلى وضع تكنولوجيا ذكاء اصطناعي تتيح تشخيص مرض الزهايمر عبر استعمال رسم بسيط.
وتتم عملية تشخيص المرض من خلال رسم توضيحي بسيط يبرز طفلين يسرقان بسكويت “كوكيز”، في حين تنشغل الأم في الخلفية بغسل الأواني، لكن مع تحليل تفاعلات المرضى أمام هذه الصورة، توصل الذكاء الاصطناعي إلى كشف من يحتمل إصابتهم بمرض الزهايمر، وفقا للمجلة العلمية الطبية الأسبوعية البريطانية “ذي لانست”.
ويتمثل اختبار الكشف أو التقصي فعلياً في وصف الصورة من خلال بعض الجمل، حيث أن الرسم يصور طفلين يأخذان البسكويت من الوعاء في حين تنشغل أمهما بغسل الأواني.
ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل التوصيفات الشفوية للمرضى في مرحلة ثانية، وتمثل طريقة وصف الأشخاص للرسم ومدى إدراكهم لها، على مؤشرات قد تشي ببوادر مرض الزهايمر.
وذكرت المجلة أن من أهم عوارض مرض الزهايمر، فقدان الذاكرة وصعوبة فهم الصور أو التواصل بشأن معلومات بسيطة.
وتقوم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتحديد التغيرات الطفيفة في اللغة مثل الأخطاء النحوية والهيكلة المختلفة للجملة، وهو ما يؤشر على تدهور إدراكي معرفي.
وأشار الباحثون بكل من “آي بي أم” و”فايزر” في تقريرهم المنشور في مجلة “ذي لانست” إلى أن “الدراسة شملت 703 عينة متأتية من 270 مشاركا”، وحلّلت الدراسة التي امتدت عدّة سنوات، التوصيفات التي قدمها المرضى الذين تناهز أعمارهم 65 سنة.
وقد برمجت نماذج التوقع الآلي للذكاء الاصطناعي للتعرف على ما إذا كان المريض عرضة لخطر الإصابة بالزهايمر إلى حدود بلوغ سن 85 سنة. ولتحسين دقة الخوارزميات تقترح “آي بي أم” الجمع بين تحليل التوصيف الشفوي والكتابي.
ويذكر إنّ اختبار الرسم مستعمل منذ نحو 40 سنة في تشخيص الخرف وأمراض إدراكية أخرى، لكن حتى الآن ظل تأويل النتائج رهين بتقييم الأطباء.
وأكد نائب رئيس البحث الطبي بـ”آي بي أم”، أجاي رويورو، نقلا عن موقع “فوناندرويد.كوم” أن النتائج بفضل الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر دقة، إذ يمكن من خلاله “التوصل إلى تحديد الأشخاص الذين قد يصابون بمرض الزهايمر، بدقة تصل إلى 70 بالمائة”.