تمكّن الذكاء الاصطناعي، المطور من قبل شركة “غوغل” من حل لغز علمي استغرق العلماء عشر سنوات لفك شيفرته، وذلك خلال يومين فقط.
وقضى فريق من الباحثين بقيادة خوسيه بيناديس في “إمبريال كوليدج لندن” عقداً من الزمن في دراسة كيفية اكتساب بعض الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، وهي ظاهرة تُعرف باسم مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، والتي تُعدّ تهديداً صحياً عالمياً.
وتفقد المضادات الحيوية فعاليتها بسبب تكيف البكتيريا والفيروسات والفطريات مع العلاجات، ما يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات الناجمة عن العدوى المقاومة للأدوية.
وتركّز بحث الفريق على دراسة آلية انتقال المقاومة بين البكتيريا عبر “الجزر الكروموسومية القابلة للتحريض بواسطة العاثيات” (cf-PICIs)، وهي فيروسات تصيب البكتيريا.
وافترض الباحثون أن هذه الفيروسات تكتسب ذيولاً من فيروسات أخرى، مما يمكّنها من إصابة أنواع جديدة من البكتيريا.
وبعد سنوات من البحث، أثبتت التجارب صحة هذه الفرضية، كاشفة عن آلية جديدة للنقل الجيني الأفقي لم تكن معروفة من قبل.
وفي اختبار لقدرات الذكاء الاصطناعي، طرح العلماء السؤال ذاته على نظام “الباحث المشارك”، وهو أداة ذكاء اصطناعي متقدمة من غوغل مصممة للتعاون مع الباحثين، فجاءت الإجابة خلال يومين فقط، مؤكدة صحة الاستنتاجات التي توصل إليها الفريق بعد سنوات من البحث.
وأثار هذا الإنجاز دهشة بيناديس، ما دفعه إلى مراسلة غوغل للتحقق مما إذا كان للنظام وصول غير معلن إلى أبحاث فريقه، إلا أن الشركة نفت ذلك. وفي 19 فبراير، نشر الفريق نتائج دراسته على منصة bioRxiv للنشر المسبق، لكنها لم تخضع بعد لمراجعة الأقران.
ورغم الآفاق الواعدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، إلا أن بعض الأبحاث المدعومة بهذه التقنية تعاني من مشكلات تتعلق بعدم القابلية للتكرار، مما يثير مخاوف بشأن دقة النتائج واحتمالات وقوع أخطاء أو حتى حالات احتيال علمي.
ويسعى الباحثون حالياً إلى تطوير أدوات تكشف عن الأخطاء والانحرافات في استخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى وضع أطر أخلاقية لضمان موثوقية الأبحاث المعتمدة عليه.