وكالات – العربي
بوتيرة متسارعة واصلت القوات الروسية انتشارها داخل شرق أوكرانيا ، وسط استهداف مدن أوكرانية آخري بينها العاصمة كييف بصواريخ وغارت جوية استهدفت مخازن للسلاح ومنشأت عسكرية وحيوية، وسط ادانات دولية متتالية، وبالتزامن مع جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن في الساعات الأولي من صباح الخميس.
ويأتي التحرك العسكري الروسي ـ بحسب الرئيس فلادمير بوتين، دفاعاً عن إقليم دونباس الذي يضم جمهوريتي دونتيسك ولوجانسك ، والتي أعلنت روسيا قبل يومين الاعتراف باستقلالهما وإبرام اتفاقية صداقة، فيما نددت واشنطن والاتحاد الأوروبي بذلك التصعيد وتعهدا بفرض المزيد من العقوبات علي روسيا.
ميدانيا ، قال الجيش الأوكراني إن القوات الجوية الأوكرانية تحاول صد هجوم جوي روسي، مضيفا أن التقارير عن هبوط القوات الروسية في أوديسا كاذبة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الدفاعات الأوكرانية تمكنت من اسقاط 5 طائرات ومروحية روسية في لوجانسك ، وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية.
وأكدت خدمة حرس الحدود الأوكرانية وقوع هجمات علي وحدات ودوريات الحدود ونقاط التفتيش، نفذت باستخدام مدفعية وعتاد ثقيل وأسلحة صغيرة، مشيرة إلى أن الحدود الأوكرانية تعرضت لهجوم روسي من روسيا وروسيا البيضاء، إلى جانب القرم أيضا.
وسمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة، وعلى امتداد سواحل البلاد، فجر الخميس.كما سمعت انفجارات أيضا في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا، التي تبعد 35 كيلومترا عن الحدود مع روسيا.
وبالتزامن مع التحرك العسكري الروسي، ذكرت وسائل إعلام غربية إن الانفصاليون سيطروا علي بلدتي موليڤي وهوروديشافي جمهورية لوجانسك، وسط كر وفر وحالة من الفوضى استمرت ساعات ، وصفها وزير الخارجية الأوكراني بـ”تعرض بلاده لحرب شاملة”.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية محلية أن مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا شهدت انقطاع كامل للمياه جراء العمليات العسكرية ، فيما ذكرت هيئة الإطفاء في العاصمة الأوكرانية كييف اندلاع حريق هائل في منشأة عسكرية للجيش في المدينة.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الخميس، خروج البنية التحتية لسلاح الطيران الأوكراني عن الخدمة ، بخلاف تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها بشكل كامل.
وقالت الوزارة بحسب ما نشرته وسائل إعلام روسية ، أن القوات الروسية استخدمت أسلحة عالية الدقة تقوم بتعطيل البنية التحتية العسكرية، ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران الجيش الأوكراني.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي ضربات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا، وأن “البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية يجري تعطيلها بأسلحة عالية الدقة”، مشددة إلى عدم وجود ما يهدد السكان المدنيين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في خطاب إلى الروس صباح اليوم، أنه قرر شن عملية عسكرية خاصة في دونباس، مشيرا إلى أن خطط روسيا لا تشمل احتلال أوكرانيا، لكن موسكو ستسعى جاهدة من أجل نزع سلاحها، وذلك بعدما طالبت سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك ليلة الخميس من روسيا المساعدة العسكرية لصد “عدوان أوكراني”.
ولفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه اتخذ هذا القرار لأن أولئك الذين ساروا على طريق إراقة الدماء والعنف وانعدام القانون، لا يعترفون بأي حل آخر للصراع في دونباس، باستثناء الحل العسكري.
وأضاف بوتين أن موسكو لن تتسامح مع تهديدات أوكرانيا، وأن أي تدخل أجنبي سيلقى ردًا من الجيش الروسي، مطالبا الجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم والعودة إلى منازلهم، مشدداً علي أن التحرك الروسي يأتي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم”.
وخاطب بوتين الجيش الأوكراني قائلًا: “آباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا، لذلك قد تساعدون النازيين الجدد”.
وبالتزامن انطلاق التحرك العسكري الروسي ، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الرئيس فلاديمير بوتين، وقف الحرب التي أعلنها في شرق أوكرانيا، قائلاً في جلسة طارئة بمجلس الأمن “باسم الإنسانية أعد قواتك إلى روسيا”، محذراً من أن العواقب ستكون مدمرة علي لأوكرانيا وبعيدة المدي بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، بقوة بالهجوم الروسي “الطائش وغير المبرر” على أوكرانيا، وقال إن أعضاء الحلف سيجتمعون لبحث التعامل مع عواقب “الأعمال العدوانية” التي أقدمت عليها موسكو.
بدوره، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس بأن “العالم سيحاسب روسيا” على هجومها في أوكرانيا محذرا من أنه سيتسبب بـ”بخسائر بشرية كارثية”.
وقال بايدن صباح الخميس إن الولايات المتحدة الأمريكية ستجري تنسيقًا مع أعضاء حلف الأطلسي لضمان رد قوي موحد على تحركات العملية الروسية، مضيفًا أن روسيا وحدها المسؤولة عن الخسائر الكارثية للأرواح التي ستحدث، وكذلك المعاناة الإنسانية.
وأضاف أنه سيراقب الوضع من البيت الأبيض، وهناك تحديثات منتظمة من فريقي للأمن القومي”.
وألقت التحركات الأخيرة بظلالها علي الاقتصاد العالمي ، حيث تخطي سعر برميل النفط حاجز الـ100 دولار، للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات، حيث سجل سعر برميل برنت 100.04 دولار، مع تنامي المخاوف بشأن حرب واسعة النطاق في أوروبا الشرقية.
فيما تحركت أسعار الذهب عالميًا فجر اليوم بتوقيت مصر لتقترب من مستوي 1950 دولار، مع بدء الحرب الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.