أكدت مملكة البحرين مواصلة مبادراتها الإنسانية، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، وذلك في إطار دعم التضامن والشراكة الدولية في تغليب الحكمة والحوار لوقف الحروب وتسوية النزاعات ومنع نشوبها، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز التسامح والتفاهم بين الشعوب.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير جمال فارس الرويعي، خلال جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بعنوان “بناء السلام والحفاظ على السلام: الخطة الجديدة للسلام – معالجة الجوانب العالمية والإقليمية والوطنية لمنع نشوب النزاعات”.
ونوه المندوب الدائم بالأمر الملكي السامي بإنشاء جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، والتي تهدف إلى تشجيع الأشخاص والمنظمات على جهودهم الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، وتكريم ودعم الأعمال الجليلة الرامية إلى تعزيز قيم التعايش السلمي والتضامن العالمي في سبيل تحقيق العيش المشترك والتنوع الإنساني، ونبذ التطرف والعنف والكراهية، والحفاظ على المكتسبات الإنسانية من خلال التأثير بشكل إيجابي على المجتمعات التي يعملون بها، بالإضافة إلى التوعية بأهمية تلاقي الحضارات والثقافات وتمازجها لتحقيق السلم العالمي.
وأضاف السفير أن هذه الجائزة الدولية تأتي في سياق المبادرات الرائدة لجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، على الصعيدين الإقليمي والدولي لتعزيز السلم العالمي والعيش المشترك، ومن ضمنها الدعوة إلى إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية.
وقال المندوب الدائم إن في عالم يتسم بشكل متزايد بالترابط والتغيير، تنذر الأزمات والصراعات التي يشهدها بمخاطر جسيمة على الأمن والسلم الدوليين، الأمر الذي يتطلب التركيز على منع نشوب النزاعات والحفاظ على السلام على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
ولفت السفير في هذا الصدد إلى ما تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة في “الخطة الجديدة للسلام”، بما في ذلك الحاجة إلى تطوير استراتيجيات وطنية للوقاية والتصدي للعوامل المختلفة التي تؤدي إلى العنف والصراع في المجتمعات بما يضمن ترسيخ قيم التسامح والتضامن.
وأكد السفير على أهمية الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للتوصل إلى حلول سلمية شاملة ومستدامة لإنهاء الحروب وتسوية النزاعات كافة، وعلى رأسها وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتوفير احتياجاته الإنسانية.
وأضاف المندوب الدائم أن الدورة الثالثة والثلاثين للقمة العربية التي استضافتها مملكة البحرين خلال شهر مايو الماضي، عكست حرص المملكة على العمل العربي المشترك من أجل تلبية تطلعات الشعوب والأجيال المقبلة في التنمية المستدامة والعيش بحرية وأمان وكرامة.
وأوضح السفير أن قمة البحرين تبنت عدداً من المبادرات المهمة التي أعلن عنها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ضمن “إعلان البحرين”، أبرزها الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وقد أعربت مملكة البحرين عن استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية، وتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي.