Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

الإمارات: محمد بن زايد يقدم 381 مليون دولار منذ عام 2011 لمكافحة شلل الأطفال

بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل دولة الامارات دورها الريادي في جهود استئصال شلل الأطفال، بدعم وتيسير إيصال اللقاحات إلى الملايين المعرضين للخطر في المناطق النائية. ويُعدّ شلل الأطفال من الأمراض القليلة التي يمكن استئصالها بالكامل، ويحتفل العالم سنوياً في 24 أكتوبر باليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يمثل مناسبة لرفع مستوى الوعي وحشد جهود الحكومات وشركاء الصحة العالميين والجماهير، للانخراط في المساعي الهادفة إلى استئصال المرض نهائياً.منذ عام 2011، قدم صاحب السمو رئيس الدولة، أكثر من 381 مليون دولار لدعم أنشطة القضاء على شلل الأطفال، بما في ذلك تمويل المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي تُشرف على تمويلها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني.وتُعد الحملة الإماراتية جزءاً من البرنامج الإماراتي لمساعدة باكستان، وتعمل بشراكة وثيقة مع حكومة باكستان لدعم الجهود الوطنية الرامية لمكافحة المرض، ومنذ عام 2014، وزّعت الحملة أكثر من 850 مليون جرعة لقاح، مع تركيز خاص على الوصول إلى الأطفال في المجتمعات النائية.الخطوط الأماميةفي عام 2024 وحده، تمكّنت الحملة من تطعيم أكثر من 17 مليون طفل في 85 منطقة عالية الخطورة في باكستان، ويُنفَّذ هذا العمل الإنساني الكبير بجهود أكثر من 103,000 من العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة المرض، وتشكل النساء أكثر من نصف هذا العدد، حيث يقوم هؤلاء العاملون بزيارات ميدانية من منزل إلى آخر في المناطق الريفية والنائية في باكستان، لتقديم اللقاحات وبناء الثقة مع الأسر ونشر الوعي حول أهمية التطعيم.

في أغسطس 2024، أكدت منظمة الصحة العالمية إصابة طفل يبلغ من العمر 10 شهور في غزة بالشلل نتيجة فيروس شلل الأطفال، في أول حالة تُسجَّل في القطاع منذ 25 عاماً، وعقب ذلك، وجّه صاحب السمو رئيس الدولة، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم تنفيذ حملة تطعيم عاجلة في غزة للحد من انتشار الفيروس، وخلال جولتين في سبتمبر وأكتوبر 2024، تمكّنت الحملة من تطعيم أكثر من 560,000 طفل دون سن العاشرة، كما تلقّى أكثر من 448,000 طفل مكملات فيتامين (أ) لتعزيز صحتهم العامة.وتم تنفيذ الحملة بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إلى جانب عدد من الشركاء الآخرين.تقدم هائليُصنَّف شلل الأطفال ضمن الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وقد أثر سابقاً في حياة مئات الآلاف من الأطفال في أنحاء العالم، وخلف وراءه تبعات وخيمة، فقبل ثلاثة عقود فقط كان المرض مستوطناً في أكثر من 125 دولة، ويتسبب في إصابة ما يقارب 1000 طفل يومياً، وهو ما يعكس حجم المأساة آنذاك. أما اليوم، فقد أحرز العالم تقدماً هائلاً في مساعي المكافحة، ومن خلال جهود التطعيم العالمية نجحت في الوصول إلى أكثر من 3 مليارات طفل حول العالم، وانخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال البري بنسبة 99.9%، في إنجاز صحي غير مسبوق، ونتيجة لتلك الجهود الجبارة، ينعم اليوم أكثر من 20 مليون إنسان بالقدرة على المشي بعد أن كانوا معرضين لخطر الشلل الدائم.شديد العدوىيُعد شلل الأطفال مرضاً شديد العدوى يصيب في الغالب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وينتقل من شخص إلى آخر أو عبر طعام أو ماء ملوث، ويهاجم الجهاز العصبي وقد يؤدي إلى شلل دائم أو الوفاة، ولا يتوافر علاج شافٍ حتى الآن، لكن يوجد لقاح آمن وفعّال للوقاية منه.وفي عام 1988، كان الفيروس البري متوطناً في أكثر من 125 دولة، وفي العام نفسه وضعت جمعية الصحة العالمية هدفاً طموحاً لاستئصال المرض وأُسِّست المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، ومنذ ذلك الحين، أسفرت حملات التطعيم الروتينية عن انخفاض بنسبة 99.9% في معدل الحالات المسجّلة على مستوى العالم، وأُعلنت الهند خالية من شلل الأطفال عام 2014، ثم القارة الإفريقية عام 2020، وفي الوقت الحاضر، لم يَعُد الفيروس متوطناً إلا في دولتين فقط هما باكستان وأفغانستان. وفي عام 2025 تأكد تسجيل 36 حالة من النوع الأول، منها 29 في باكستان و7 في أفغانستان، وتبين أن المرحلة النهائية من جهود استئصال المرض هي الأصعب حتى الآن، إذ ما يزال ينتشر في مناطق تعاني من انعدام الأمن وضعف البنية التحتية الصحية، وتؤدي هذه الأوضاع الى تقييد وصول الأسر إلى الرعاية الصحية الرسمية كما تعوق جهود العاملين الصحيين في تطعيم كل طفل.

Exit mobile version