مثّلت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، دولة الإمارات في الاجتماع رفيع المستوى الذي دعت إليه فرنسا لبحث آليات تنفيذ خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وانعقد الاجتماع في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 9 أكتوبر 2025، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبمشاركة وزراء خارجية مصر وألمانيا وإيطاليا والأردن والمملكة المتحدة وتركيا وقطر والسعودية، إلى جانب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية وممثلين عن كندا وإندونيسيا وباكستان.
وفي كلمتها خلال الاجتماع، أشادت ريم الهاشمي بالجهود القيادية التي بذلها ترامب، مثمّنة المساعي الدؤوبة التي بذلتها مصر وتركيا وقطر في وساطتها لإنهاء الحرب. كما رحّبت بالتقدّم الذي أفضى إلى التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدة أهمية اغتنام هذه اللحظة المحورية لتكريس سلامٍ دائمٍ ومستقرٍّ في المنطقة. ودعت إلى مواصلة التنسيق والتكاتف بين الشركاء الإقليميين والدوليين دعماً لخطة ترامب وبما يضمن تحقيق نجاحها واستدامتها على المدى الطويل، لاسيّما من خلال إطلاق مبادرات عاجلة للمرحلة الانتقالية ودعم الاستقرار وإعادة الإعمار في قطاع غزة. كما سلّطت الضوء على الدور الإنساني الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات في قطاع غزة والذي بلغ 1.8 مليار دولار أمريكي منذ بداية الحرب، موضحة أن هذا الدعم شمل مساعدات إنسانية وطبية منقذة للحياة نُقلت عبر 8,000 شاحنة، إضافةً إلى علاج نحو 75,000 مريض في المستشفيات وتشغيل ست محطات لتحلية المياه توفّر مليوني غالون من المياه النظيفة يومياً. وأكَّدت أن دولة الإمارات عازمة على توسيع نطاق جهودها الإنسانية والتنموية خلال المرحلة المقبلة، بما يشمل مد خطوط أنابيب مياه إضافية وزيادة عدد الناقلات ونقاط التوزيع، ورفع عدد المخابز إلى 50 والمطابخ المجتمعية إلى أكثر من 100 بطاقة إنتاجية تُقدّر بنحو 25 ألف طن متري من المواد الغذائية شهرياً، فضلاً عن تعزيز المساعدات الطبية من خلال شحنات إضافية وتنظيم حملات تطعيم وإنشاء عيادات لصحة الأمهات، إلى جانب توسيع نطاق توزيع الخيام والمساكن الجاهزة والملاجئ استعداداً لفصل الشتاء وفي وقت سابق من اليوم ذاته، شاركت ريم الهاشمي في اجتماع جمع وزراء الخارجية العرب وماكرون، كما عقدت لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر مع وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا والأردن وقطر والمملكة المتحدة.
ومن جهته، أعرب أحمد بن محمد الجراون رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام باسم المجلس وأعضائه حول العالم، عن تقديره للجهود العربية والدولية التي أسهمت في الوصول إلى هذا الاتفاق، مؤكداً أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون خطوة أولى نحو سلام دائم وعادل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
بينما دعت برلين ولندن وباريس مجلس الأمن الدولي إلى «دعم» خطة السلام في غزة، فيما شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أن الصفقة مع «حماس» لم تكن معدّة مسبقاً ومن يدعي ذلك كاذب وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة حتى يتم نزع سلاح «حماس» والفصائل الفلسطينية، في حين جددت موسكو وبكين دعمهما لخطة ترامب وكشف مسؤولون أمريكيون أن ترامب قدم ضمانات شخصية مهدت لوقف إطلاق النار في غزة.
ودعا قادة بريطانيا وفرنسا والمانيا أمس الجمعة مجلس الأمن الدولي إلى تقديم «دعمه الكامل» لخطة السلام الأمريكية في قطاع غزة. وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: «نتفق على وجوب أن يقدم مجلس الأمن دعمه الكامل للخطة و(يعلن) تأييده لتنفيذها»، مشيدة «بقيادة ترامب لهذا الملف والجهود الدبلوماسية للوسطاء مصر وقطر وتركيا.
وكشف مسؤولون أمريكيون لموقع «أكسيوس» أن ترامب قدَّم ضماناً شخصياً بعدم السماح لإسرائيل بالتراجع عن الاتفاق مع «حماس» أو استئناف الحرب على غزة.
وفي السياق، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الجمعة: إن نجاح تنفيذ خطة نظيره الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة سيكون «إنجازاً تاريخياً» وأكد أن «مشاركة روسيا في عملية السلام قد تكون مطلوبة نظراً لعلاقة الثقة التي تجمعها بالدول العربية، خاصة مع الفلسطينيين» وأضاف أن «أهم قضية هي إقامة دولة فلسطينية».
كما أعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية قوه جيا كون عن أمل بكين في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن وإزالة التوتر الإقليمي.
إلى ذلك، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس الجمعة أن بلاده تسعى إلى تنظيم مؤتمر دولي بالتعاون مع مصر لإعادة إعمار قطاع غزة المدمّر، تزامناً مع إعلان التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في القطاع. وقال ميرتس: إن بلاده ستقدم 29 مليون يورو (34 مليون دولار) مساعدة إنسانية فورية لغزة. (وكالات)