جاء حديث صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب على هامش ملتقى( معا نتقدم) جاء كبشارات كان ينتظرها الوسط الرياضي والشباب العماني خلال العهد المتجدد ، حيث زف سموه عدد من البشارات منها الشروع في تصميم المدينة الرياضية وإسناده لشركات عالمية وترميم مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وإستضافة العديد من الأحداث الرياضية الدولية ، وكذلك خصخصة عدد أربعة أندية وتخصص أندية أخرى.
فعلا هذه الخطوة أنتظرها الشباب كثيرا بعد أن كانت مجرد أطروحات بعضها كتوصيات وكأفكار وكمقترحات من خلال المؤتمرات والملتقيات وحلقات العمل ،لكنها الآن أصبحت واقعا بعد إعلان سموه ، وسيبدأ العمل بها في القريب العاجل أو بعد برهة زمنية.
إن خصخصة الأندية مطلب مهم وأساسي لتطوير الأندية التي عانت خلال العقود الماضية ولاتزال تعاني من شح الدعم المادي والدخل الذي يعينها على الإرتقاء بمستوياتها الفنية ومجاراة الاندية التي تنشط في محيطنا إقليميا وقاريا في مختلف الرياضات، فواقعنا الحالي يضعنا في موقع من الصعب التقدم من خلاله ويمكننا فقط إلى الوصول إلى نقطة من الصعب تجاوزها بسبب ظروفنا التي لا تخدمنا لتحقيقه حيث سبق أن حققت أنديتنا ومنتخباتنا نتائج إيجابية لكنها أقل من الطموح وتفتقد الديمومة.
إن إعلان خصخصة أربعة أندية نافذة أمل نطل من خلالها نحو تحقيق أحد آملنا الرياضية التي تم المطالبة بها سابقا ، وهو تبني القطاع الخاص لعدد من الأندية إلى جانب زيادة الدعم الحكومي لها والتي بلا شك سيتم إختيارها من واقع معايير مختلفةمثل تاريخ الأندية وإنجازاتها ومرافقها وأنشطتها الإستثمارية الحالية ووضعها المالي وجماهيريتها وموقعها الجغرافي ، وهذه المعايير التي ستتجه بصورة مباشرة إلى أسماء الأندية القريبة من تحقيق هذه المعايير .
السؤال، هل لدينا فرق تنطبق عليها هذه المعايير أو قريبة منها؟
الجواب.. نعم ، أننا نملك بعض النماذج التي تنطبق عليها المعايير أو تحقق نسبة عالية منها، فبعض الأندية مثلا ذات عراقة ولها إنجازات وإستثمارات لكنها تفتقر للقاعدة الجماهيرية، وأخرى جماهيرية لكنها تفقتد إلى عنصر الانجازات ، لذلك ستكون المفاضلة متباينة بينها ،لكن كعدد أربعة أندية في بداية تطبيق الفكر يعد رقما سهلا في الحصول عليه.
أما بالنسبة لتخصص الأندية في ممارسة رياضات معينة ،فيقصد بها،دعم رياضات على أخرى يتميز بها النادي ولا يعني أن تتخصص في رياضة وتبتعد عن ممارسة أي رياضة أخرى، فهذا يتنافى من أهداف إشهار الأندية وهو استقطاب الشباب بمختلف هواياتهم ، لكن ستحظى الأندية التي مكنت نفسها وعرفت في رياضات معينة جماعية كانت أو فردية الدعم الخاص لها لتتميز بها وتظل على القمة دائما وبمستوى تنافسي عال جدا يساعد في ذات الوقت في رفد المنتخبات الوطنية بلاعبين جاهزين فنيا .
كثير من أندية السلطنة تميزت خلال العقود الماضية في عدد من الرياضات مثل الكرة الطائرة وكرة اليد والسلة والهوكي وألعاب القوى والرياضات المائية والدراجات وغيرها وكانت دائما في الريادة ومثلت السلطنة خارجيا .
هذه النقلة النوعية في الرياضة العمانية سيكتب لها مستقبلا مشرقا سيسهم على المدى البعيد في الإرتقاء بالكادر البشري الذي تتميز به السلطنة في المنطقة بمختلف قطاعاته لاعبين وإداريين ومدربين وحكام ، وإلى تحسين البنى الأساسية والمرافق في الأندية ، وإن النتيجة بإذن الله ستكون إيجابية .