استقالت الدكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، من منصبها وسط جدل حول حرية التعبير بسبب الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي على خلفية الحرب في غزة. تأتي استقالتها بعد عام واحد فقط من توليها هذا المنصب في الجامعة العريقة بمدينة نيويورك، وقبل أسابيع قليلة من بدء الفصل الدراسي الخريفي.
في أبريل/نيسان الماضي، أثارت الدكتورة شفيق جدلاً كبيراً عندما أصدرت تعليمات للشرطة بدخول الحرم الجامعي، ما أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب كانوا يحتلون أحد مباني الجامعة. كان هذا الحدث الأول من نوعه الذي يشهد اعتقالات جماعية في حرم كولومبيا منذ احتجاجات حرب فيتنام قبل أكثر من خمسة عقود.
وأوضحت الدكتورة شفيق في رسالة بالبريد الإلكتروني للطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن “هذه الفترة أثرت بشكل كبير على أسرتي، كما أثرت على الآخرين في مجتمعنا”. وأعلنت أن الدكتورة كاترينا أرمسترونغ، الرئيسة التنفيذية لمركز كولومبيا الطبي، ستتولى منصب الرئيسة المؤقتة للجامعة.
أشارت الدكتورة نعمت إلى أنها اتخذت قرارها بعد تفكير عميق خلال فصل الصيف، معتبرةً أن مغادرتها في هذا الوقت ستساعد الجامعة على التعامل مع التحديات المقبلة.
وتأتي استقالتها بعد استقالة ثلاثة عمداء بجامعة كولومبيا، الأسبوع الماضي، بعد أن أظهرت رسائل نصية أن المجموعة تستخدم “استعارات معادية للسامية” أثناء مناقشة الطلاب اليهود.
وكانت الجامعات الأمريكية بمثابة نقطة اشتعال للاحتجاجات على حرب غزة منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتوغل الإسرائيلي اللاحق في قطاع غزة الفلسطيني.
وقد أدلى قادة جامعة هارفارد، وجامعة بنسلفانيا (UPenn)، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بشهاداتهم أمام لجنة مجلس النواب المعنية بالتعليم والقوى العاملة.
استقال رئيسا جامعة هارفارد ويو بن في نهاية المطاف وسط ردود فعل عنيفة بسبب تعاملهما مع احتجاجات الحرم الجامعي وشهادات الكونغرس، بما في ذلك رفضهما القول بأن الدعوة إلى قتل اليهود يمكن أن تنتهك سياسة الجامعة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، دافعت السيدة شفيق أمام الكونغرس عن جهود مؤسستها لمعالجة معاداة السامية، قائلة إن هناك ارتفاعًا في مثل هذه الكراهية في الحرم الجامعي وأن الكلية تعمل على حماية الطلاب.
وأضافت الدكتورة نعمت في رسالتها “أنها حاولت السير على نهج يوازن بين المبادئ الأكاديمية ومعاملة الجميع بالعدل والرحمة. وأوضحت أنها كانت تشعر بالقلق الشديد، سواء على مستوى المجتمع الجامعي أو على المستوى الشخصي، جراء “التهديدات والإساءات التي تعرضت لها هي وزملاؤها والطلاب”.