كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود للاحتلال انتحروا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جزء منهم خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء ضالعين في هذا الموضوع قولهم إن معظم حالات الانتحار في الجيش هي في صفوف جنود شبان، لكن هناك تأثيرات غير مألوفة لـ7 أكتوبر، وفجأة تعين على الجيش التعامل مع ميول للانتحار في أوساط جنود وضباط في الخدمة العسكرية الدائمة وفي الاحتياط في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم.
وأشارت إلى أحد الذين انتحروا هو ضابط في الخدمة الدائمة، عثر عليه في سيارته بعد أن أطلق النار على نفسه، بعد أسبوعين من عملية “طوفان الأقصى”.
وحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه لم يتم التوصل إلى وجود قاسم مشترك بين حالات الانتحار هذه وبين ما حدث في 7 أكتوبر، إلا أن أفراد عائلة وجنود زملاء لهم أفادوا بأن قسما من الجنود القتلى عانوا من ضائقة نفسية تسببت بها الفظائع التي واجهوها في غلاف غزة. وأحد الضباط، وهو طبيب في قوات الاحتياط، انتحر في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفيما تشير معطيات الجيش الإسرائيلي إلى انتحار عشرة جنود وضباط، منذ بداية الحرب وحتى 11 أيار/مايو الجاري، لكن الجيش يرفض ذكر أي أسماء نشرت، بما في ذلك تفاصيلهم، وأي أسماء محفوظة حتى الآن في سجلات الجيش فقط. وذلك بسبب سياسة الجيش المتذبذبة.
وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي فإنه تم الإعلان عن مقتل 620 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب على غزة، لكن الصحيفة أشارت إلى أن عدد الجنود القتلى في سجلات الجيش هو 637، وبين الجنود الـ17 جنود قتلوا في حوادث طرق وآخرين أقدموا على الانتحار ولم يعلن عن مقتلهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أخفى في الماضي معطيات حول انتحار جنود. ورفض الجيش طوال السنين الماضية الكشف عن معطيات حول عدد الجنود الذين انتحروا، واستمر في التعتيم على هذا الموضوع.
وأضافت الصحيفة أنه بعد أن قدمت طلبا للحصول على معطيات بهذا الخصوص بموجب قانون حرية المعلومات، تبين أنه منذ العام 1973 انتحر 1227 جنديا، لكن الجيش يدعي أنه لا توجد بحوزته معلومات عن سنوات سابقة. إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر مختلفة قولها إن عدد الجنود الذين انتحروا أعلى، لأنه طوال سنين تم الحفاظ على سرية حالات موت كثيرين ووصفها أنها حوادث أسلحة، وليس كانتحار، وأحيانا تم ذلك بطلب صريح من عائلاتهم.