العمانية-العربي
أعلن صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد اليوم إطلاق الدورة الثانية لجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، بعد النجاح الذي حققته الدورة الماضية والانتهاء من تسليم المشروع الفائز فيها بالمركز الأول إلى بلدية مسقط لمباشرة أعمال التنفيذ والتطوير.
وقال صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد في تصريح له: “تشرفت بتلقي أمرٍ سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه – في أن تتبنى الجائزة في دورتها الحالية أحد المشاريع الوطنية، حيث جاءت أوامر جلالته – أعزّه الله – أن تتبنى الجائزة مشروع تصميم متحفٍ للتاريخ البحري الذي يُقام في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، مُعرِبًا عن امتنانه وتقديره للمقام السامي على هذه الثقة التي أحاط بها الجائزةَ”.
وأكّد سُموّه أن هذا الأمر وسامٌ تتقلّده الجائزة في بداية مسيرتها، ويدفعها إلى الإجادة والتطوير، كما يدفع الشباب العُماني المستهدفين بها إلى تسخير كافة إمكاناتهم الفنية ومهاراتهم المعمارية للمشاركة في هذه الدورة، وتقديم نماذج وتصاميم إبداعية مبتكرة قادرة على تحقيق رسالة المشروع وأهدافه.
وأشار سُموّه إلى أن متحف التاريخ البحري الذي ستتبنى الجائزة دعوة الشباب العُماني إلى تقديم تصوراتهم الفنية بشأنه سينفَّذ في ولاية صُور، مُتاخمًا للبحر، مؤكدًا بأن عراقة ولاية صُور تحكي الكثير من الأمجاد البحرية، التي ذاع صيتها، وعلت شهرتها، ووصلت أمجادها لمسامع القاصي والداني، مشيرًا إلى أن الجائزة ستحتفي بهذه الأمجاد البحرية، وستعمل على توثيقها، ونقلها للأجيال القادمة.
ووضّح سُموّه أن وزارة التراث والسياحة عملت على توفير الأرض الخاصة بالمشروع حيث تقع في منطقة الساحل على مساحة قدرها 14.154 متر مربع، وقد عقد مكتب الجائزة خلال الفترة الماضية لقاءات وجلسات عمل مع وزارة التراث والسياحة بشأن هذا المشروع، لاسيما أن الوزارة هي من سيتبنى أعمال تنفيذ المشروع الفائز في المستقبل، وتم إعداد التصور اللازم للمشروع من حيث المرافق التي يحويها، والتفاصيل الفنية الأخرى، وستكون كل هذه التفاصيل متاحة للمشاركين من خلال دليل الجائزة.
وأضاف صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد أنه من المؤمل أن تعمل الجائزة على التطوير والتحديث والتجديد في هذا القطاع المُهم، بما يُسهم في إضافة تغذية بصرية تستعذبها العين، والحد من أي تشويه أو صخب عُمراني لا يتوافق مع طبيعة المكان، أو حتى الهوية العُمرانية والثقافية للبلد، مؤكدًا أن من تطلعات الجائزة أن يكون المعمار العُماني معمارًا مبتكرًا ومعاصرًا، وذا حضورٍ في الساحة المعمارية ليس على المستوى الإقليمي فحسب؛ بل حتى على الصعيد الدولي.
وحول ارتباط الجائزة بالشباب ومدى نجاحها في التواصل مع المستهدفين بها من خلال دورتها الأولى؛ قال سُموّه إنه من خلال الدورة الأولى؛ وبحسب ما رصدناه من تفاعل، سواءً كان عبر منصات الجائزة المختلفة، أو ما يصل لمكتب الجائزة فإننا نستطيع القول بأن البداية كانت موفقةً وانعكس ذلك من خلال حرص الشباب على المشاركة، وتقديمهم المقترحات بطرق تصميمية مختلفة، ويؤكد ذلك أن رسالة الجائزة وصلت إليهم.
وأضاف أنه من خلال تجربتنا في جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري يمكننا القول إننا تحدثنا مع الشباب وحاورناهم من خلال الفكر الذي وجدناه على أوراقهم، والتصاميم التي قدموها بلا شك تعكس أفكارهم وتصوراتهم وتطلعاتهم، وبالتالي فإننا نستطيع من خلالها أن نعرف ما يفكر به هؤلاء الشباب، وأن نستخلص منها ما يطمحون إليه من مشاريع معمارية على بلادهم، أو بالأحرى تصوراتهم الفنية للتطوير المعماري في البلاد.
وعن الجديد الذي تطرحه جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري في دورتها الثانية؛ قال صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد: “مما أشرنا إليه عند إطلاقنا للجائزة في دورتها الأولى؛ أن الجائزة ستسعى للتطوير والتجديد، وستعمل على تحقيق قيمة مضافة للبلد بشكلٍ عام والمشاركين بشكلٍ خاص، وجديد هذه الدورة أننا حرصنا على زيادة المدة الزمنية للجائزة، حيث كان إجمالي المدة في الدورة الأولى هو شهران فقط، وستشهد الدورة الثانية ضعف المدة بواقع أربعة أشهر، كما سيتخلل البرنامج أيضًا حلقات عمل فنية للمتأهلين من مرحلة التصفيات، كما حرصنا على إتاحة مجال أكبر لاستيعاب متأهلين أكثر، حيث ستكون هناك مرحلتان للفرز، يتأهل للأولى ثلاثون مشاركًا من إجمالي المتقدمين، وفي مرحلة الفرز الثاني يتأهل من الثلاثين عشرة مشاركين، سواء كانوا أفرادًا أو فرق عمل.
وعن معايير المشاركة في الدورة الثانية للجائزة؛ أكّد صاحبُ السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد أن المعايير العامة هي وفقًا لما تم الإعلان عنه عند إطلاق الدورة الأولى للجائزة، وبالتالي ليس من اختلاف يُذكر في هذا الشأن، فالجائزة في دورتها الثانية لا تزال موجهة لشباب سلطنة عُمان من المتخصصين في التصميم المعماري والتخطيط الحضري، ومجالات العمارة ممن لم تتجاوز أعمارهم خمسة وثلاثين عامًا، أما المعايير الفنية فستكون بما يتوافق والمشروع المستهدف، وسيُعلن عنها ضمن الدليل الفني الخاص بالمشروع.
وعن لجنة التحكيم التي ستتولى فرز وتقييم الأعمال المقدمة للجائزة في دورتها الثانية؛ فقد أشار سُموه إلى أنه تم اختيار لجنة التحكيم من المختصين من أبناء الوطن، وهم من المتخصصين في مجالات العمارة، وحرصنا أيضًا على أن يكون من بينهم عناصر شابة، وفقًا لما رصدناه في الدورة الأولى من مطالبات بذلك، وتم الالتقاء باللجنة في عدد من الاجتماعات السابقة بينهم ومكتب الجائزة، وهم على استعداد لتقديم ما هو مطلوب منهم.
وحول الدور الذي تلعبه الجائزة لتنمية قدرات الشباب، وخصوصًا المشاركين منهم في هذه الدورة، أكّد سُموّه أن الجائزة حريصة على تطوير قدرات المشاركين وتنميتها، حيث سيكون هناك حلقات عمل فنية لثلاثين فريقًا تتأهل للفرز الأول من بين المشاركين، بالإضافة إلى تقديم مساحات حوارية عبر حساب الجائزة على شبكة تويتر لمختصين بالشأن المعماري، وذلك بهدف إثرائهم معرفيًّا، هذا من جانب الجائزة، ولأن الهدف العام الذي تتبناه الجائزة وتسعى إلى تحقيقه هو “نحو نمطٍ معماري عُماني مبتكر ومعاصر”، فإن المشارك في الجائزة لابد أن يسعى من جهته إلى عملية التطوير الذاتي لمهاراته وقدراته المعمارية، بواسطة المنصات التعليمية أو التدريبية أو الوسائط الرقمية التي تقدم دروسًا ومعارفًا في هذا المجال.
العمارة العُمانية
وعن العمارة العُمانية وما تمتاز به في المشهد المعماري؛ قال صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد إن العمارة العُمانية عمارة غنية بالتفاصيل، عمارة مُلهمة وقادرة على التجاوب مع أي تطورات مدروسة، ولعل ما يمنحها هذه الصفة أنها متنوعة ومختلفة من محافظة إلى أخرى، وعادةً تجد التنوع والاختلاف حتى في المحافظة الواحدة، وهذا التنوع هو نوع من أنواع التطوير المعماري الذي مرت به العمارة العُمانية، وهو بوابة يمكن أن يعبر من خلالها المعمار العُماني إلى التطور والتحديث، ويمكن للمشتغلين بقطاعات التصميم المعماري العمل على ابتكار وإبداع تصاميم معمارية عُمانية جديدة قادرة على أن تصل للعالمية وفي الوقت ذاته تنبض بروح الأصالة العُمانية، بحيث يستطيع من يراها أن يستنبط منها روح المعمار العُماني.
واختتم صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد تصريحه بدعوة الشباب العُماني المشتغلين في مجال التصميم المعماري إلى ضرورة الإبداع في هذا المجال، والعمل على تصاميم أكثر حداثة تحاكي التطورات المستقبلية والاستفادة مما يشهده العالم بأسره في هذا المجال ليكون دافعًا لهم نحو التجديد والتطوير، مؤكدًا على ثقته بأن شباب سلطنة عُمان قادرون على ذلك.
ويأتي إطلاق الجائزة اليوم تأكيدًا على استمراريتها وسعيها لتحقيق الأهداف التي أُعلن عنها إبان إشهارها للمرة الأولى في الخامس عشر من يناير الماضي.