Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

أول كلمة لـ أحمد الشرع حول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري: لن أسمح بالمساس بالسلم الأهلي

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن قوات الأمن ستستمر في ملاحقة فلول النظام السابق لتقديمهم للمحاكمة، مؤكداً أن فلول النظام يسعون لتقويض الأمن في البلاد.

وأضاف الشرع، في كلمة مسجلة، حول الاشتباكات الحالية بين قوات الأمن وفلول النظام السابق في مناطق منها اللاذقية وطرطوس، إن فلول النظام سعوا «لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها».

وأردف بالقول: «فلول النظام ارتكبوا فعلة شنعاء وقتلوا من يحمي سوريا وهذا اعتداء على كل السوريين وذنب لا يغتفر.. بادروا بتسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان»، مؤكداً أن «سوريا الجديدة واحدة موحدة… ولا فرق فيها بين سلطة وشعب».

وشدد الشرع على أن «السلاح يجب أن يكون حصرياً بيد الدولة»، متوعداً بمحاسبة «كل من يتجاوز ضد المدنيين».

وتشهد مناطق سورية، منها الساحل السوري، اشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام السابق ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني، في وقت سابق اليوم، فرض السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية.

نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمين وعلى آله وصحب أجمعين ثم أما بعد.

لقد سعى بعض فلول النظام السابق لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وهاهم اليوم يتعرفون عليها من جديد فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مُست محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها.

إن سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، فسوريا تعني الجميع وهي مهمة الجميع في الحفاظ عليها ونصرتها، وهذا ما تجسد ليلة الأمس، فلا خوف على بلد فيه مثل هذا الشعب، وهذه الروح.يا أيها الفلول إننا في معركة التحرير، قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها، ولا غاية لنا بدماء أحد، نحن قوم نقاتل وفي صدورنا شرف القتال وأنتم تقاتلون بلا شرف، وليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن، ولا زلتم على نفس نهجكم رغم تغليبنا لحالة العفو تجنبا من الوقوع بمثل هذا المشهد، وإني لأجزم بجهلكم بما نقول، ولكن ما على الرسول إلا البلاغ.

إنكم بفعلكم الشنيع، بقتل من يحمي سوريا ويسهر لخدمتها، واقتحام المشافي وترويع الآمنين قد اعتديتم على كل السوريين، وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان.

أيها السوريون لقد رأى العالم لهفتكم على بلدكم، وحبكم لها وشعور الانتماء إليها، وهذا ما يليق بكم وبأصلكم، فبغير هذا الحب لا تبنى الأوطان، وإني لأبارك لقوى الجيش والأمن على التزامهم بحماية المدنيين وتأمينهم أثناء ملاحقتهم لفلول النظام الساقط، وسرعتهم في الأداء، وأؤكد عليهم بأن لا يسمحوا لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل، وأن يعملوا على منع ذلك، فإن ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا، ففي الوقت الذي نتنازل فيه عن أخلاقنا، نصبح وعدونا على صعيد واحد، وإن فلول النظام الساقط تبحث عن استفزاز يفضي إلى تجاوز يستجدون من ورائه، واذكركم بأن الله قد جعل منزلة الأسير بمنزلة اليتيم والمسكين، «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فقد جعله في موضع الإحسان والشفقة، فلا ينبغي إهانة الأسير ولا تعريضه للضرب، فإن ذلك مناف لأمر الله ثم لقانون البلاد.

وختاما سنبقى نلاحق فلول النظام الساقط، من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب، ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي، وسنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا بإذن الله، وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنين العزل ويأخذ أقواما بجريرة أقوام، فإن أهلنا في الساحل في مناطق الإشتباك جزء من مسؤوليتنا، والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط.

ورغم ما تعرضنا له من غدر فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به على الإطلاق، وأطالب جميع القوى التي لتحقت بمواقع الإشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكرين والأمنيين هناك، وأن يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، وليتسنى للقوى الأمنية والعسكرية إكمال عملهم على أتم وجه.

سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة للوراء، فاطمئنوا عليها فهي في حفظ الله ورعايته.

الرحمة للشهداء وأسأل الله أن يتقبلهم في هذا الشهر الكريم والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Exit mobile version